بابُ المدِّ
قال الناظم رحمه الله:
وَالْمَد ُّ: لاَزِمٌ ، وَوَاجِبٌ أَتَى ... وَجَائِزٌ ، وَهْوَ وَقَصْرٌ ثَبَتَا
فَلاَزِمٌ : إِنْ جَاءَ بَعْدَ حَرْفِ مَدّ ... سَاكِنُ حَالَيْنِ ، وَبِالطُّولِ يُمَدّ
وَ وَاجِبٌ : إِنْ جَاءَ قَبْلَ هَمْزَةِ ... مُتَّصِلاً إِنْ جُمِعَا بِكِلْمَةِ
وَجَائِزٌ : إِذَا أَتَى مُنْفَصِلاَ ... أَوْ عَرَضَ السُّكُونُ وَقْفاً مُسْجَلاَ
تعريف المد لغة: الْمَطّ أو الطول والزيادة.
واصطلاحاً: إطالة زمن الصوت بحرف المد عند ملاقاته لهمز أو سكون.
زمن الحركات : يكون المد بمقدار حركتين أو أربع أو ست حركات حسبَ نوعِه .
والحركة: هي الفترة الزمنية اللازمة للنطق بحرفٍ متحركٍ، سواءً كان متحركاً بفتحة أو ضمة أو كسرة .
والحركة الواحدة هي الفتحة أو الضمة أو الكسرة، والألف هو امتداد للفتحة،
والحركتان تقدران بالألف من كلمة " قَالَ" ، والأربع تقدر بمقدار ألفين، والست تقدر بمقدار ثلاث ألفات.
المد الطبيعيَّ، وهو أصل المدود.
هو أن يأتي حرف الألف المدّية ولا يكون ما قبله إلا مفتوحاً، مثل: " وَالضُّحَى" ، والياء الساكنة المكسور ما قبلها، مثل: " فِي" ، والواو المدية المضموم ما قبلها ، مثل: " قَالُواْ" .
والمدّ الطبيعي هو الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به، ولا يتوقف على سبب من همزٍ أو سكون ويُمد بِمقدار حركتين.
والمد ينقسم إلى أقسام كثيرة، هي:
1- المد اللازم . 2- المد الواجب. 3- المد الجائز. 4- مد البدل.
5- المد العِوض. 6- مد اللين. 7- مد الصلة.
أولاً: المد اللازم ، والمد اللازم ينقسم إلى قسمين:
أ- مدٍّ لازم كلمي. ب- مد لازمٍ حرفي.
أ/ والمد اللازم الكلمي: ينقسم إلى قسمين:
1- المد اللازم الكلمي المخفف:
تعريفه: هو أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن سكوناً أصلياً - حالة الوصل والوقف- ، وهذا معنى قول الناظم: (سَاكِنُ حَالَيْنِ).
مواضعه: لا يوجد إلا في كلمة " ءَآلْنَ" في موضعين بسورة يونس.
مقدار مده: ويمد بمقدار ست حركات ولا بد من لزوم مده ولا يجوز قصره أبداً.
وهناك وجه ثانٍ في هذه الكلمة وهو التسهيل بين بين، أي تسهيل الهمزة الثانية بين الهمزة والألف، ويضبط هذا بالتلقي من أفواه المشايخ.
2- المد اللازم الكلمي المثقَّل :
تعريفه: وهو أن يأتي بعد حرف المد حرفٌ مشددٌ.
مثاله: " وَلاَ الضَّآلِّينَ" ، " أَتُحَآجُّونِّي" .
مقدار مده: ويمد بمقدار ست حركات.
ب/ المد اللازم الحرفي:
والمد اللازم الحرفي ينقسم إلى قسمين:
1- مد لازم حرفي مخفف. 2- مد لازم حرفي مثقل.
نتكلم أولا عن الحروف المقطعة التي في أوائل بعض السور:
وعددها أربعة عشر حرفاً مجموعة في عِبَارة: (نَصٌّ حَكِيمٌ قَطْعاً لَهُ سِرٌّ)،ويسميها البعض الأحرف النورانية؛ تأدباً .
وهذه الأحرف تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي:
1- أما حرف الألف فلا مد فيه لعدم وجود حرف مد في وسطه لقول الشاطبي: (وَمَا فِي أَلِفْ مِنْ حَرْفِ مَدٍّ فَيُمْطَلاَ).
2- حروف تمد بمقدار حركتين: وهي مجموعة في قوله (حَيٌّ طَهُرَ) ولا تنطق في آخرها همزة، مثال: حرف الحاء، فلا تقل "حاء" ، ولكن قل: (حا) من غير همزة.
3- حروف تمد بمقدار ست حركات: وهي مجموعة في قوله (نَقَصَ عَسَلُكُمْ)، إلا أنَّ حرف (العين) يجوز فيه التوسط بمقدار أربع حركات أو الطّول بمقدار ست حركات.
1- المد اللازم الحرفي المخفف:
تعريفه: إن يأتى بعد الأحرف المقطعة حرف لا تدغم فيه كان مخففاً، أو لم يأتِ بعده أي حرف آخر.
مثال غير المدغم فيه " الر" أي اللام مع الراء ، والحروف المفردة " ن" ، " ق" .
تنبيه : النون الساكنة هنا في " ن وَالْقَلَمِ" ، و" يس وَالْقُرْءَانِ" مظهرتان عند حفص، مع أن بعدهما حرف الواو.
2- المد اللازم الحرفي المثقل:
تعريفه: وهو أن يأتي بعد الأحرف المقطعة حرف تدغم فيه.
مثاله: " طسم" أي السين تدغم في الميم، " الم" أي اللام تدغم في الميم.
مقدار مدِّه: يمد المد اللازم الحرفيّ سواء أكان مخفّفاً أم مثقَّلاً بمقدار ست حركات وجهاً واحداً، بشرط أن يكون من حروف: (نَقَصَ عَسَلُكُمْ)، إلا العين، ففيها وجهان: أربع أو ست حركات.
ثانياً: المد الواجب :
تعريفه: ويقصد به المد المتصل وهو أن يأتي بعد حرف المد همزةٌ في كلمة واحدة.
مثاله: " السَّمَآءُ" ، " قُرُوءٍ" ، " جِيءَ" .
مقدار مده: يمد المد المتصل بمقدار أربع أو خمس حركات.
ملحوظة: يقول الإمام ابن الجزريِّ: "تتبعت قصر المتصل فلم أجده في قراءة صحيحة ولا شاذة ". النشر 1/315
ثالثاً: المد الجائز: والمد الجائز له أنواع متعددة منها:
أ- المد المنفصل: تعريفه: هو أن يأتي حرف المد آخر كلمةٍ، والهمزة أول الكلمة التي تليها.
مثاله: " بِمَآ أُنزِلَ" ، " قُوآ أَنفُسَكُمْ" ، " وَفِي أَنفُسِكُمْ" .
مقدار مده: يمد بمقدار حركتين أو أربع حركات، ولذلك سمي مداً جائزاً أي يجوز مده ويجوز قصره، إلا أنه يمد بمقدار أربع أو خمس حركات فقط من طريق الشاطبية.
ملاحظة: الحركات الأربع التي في المد المنفصل لا يأتي معها إلاَّ أربع حركات في المد المتصل، والحركات الخمس في المد المنفصل لا يأتي معها إلا خمس حركات في المد المتصل، ولا تجوز أربع حركات في المد المنفصل، مع خمس في المد المتصل أو العكس.
ب- المد العارض للسكون: تعريفه: هو أن يأتي حرف المد وبعده حرف ساكن سكوناً عارضاً بسبب الوقف .
مثاله: " نَسْتَعِينُ" ، نقف عليها (نَسْتَعِينْ)، ويجوز مده حركتين أو أربعاً أو ست حركات عند الوقف عليْهِ.
تنبيه: قال ابن الجزري (وَاللَّفْظُ فِي نَظِيرِهِ كَمِثْلِهِ) فلا يجوز قصر واحدٍ ومد آخر من العارض السكون في جلسة واحدة
وهناك أنواعٌ أخرى للمدود لم تذكر في النظم، مثل:
مد البدل: تعريفه: هو كل همز ممدود. (تعريف آخر: أن يتقدم الهمز على حرف المد).
مثاله: " ءَامَنَ" ، " أُوتُواْ" ، " إِيمَاناً" .
مقدار مده: يمد بمقدار حركتين فقط.
المد العِوض: تعريفه: هو الاستعاضة عن تنوين النصب بألف عند الوقف عليه.
مثاله: - " سَوَآءً" (سَوَآءَا): يوقف على ألف بعد الهمزة - " عَلِيماً" (عَلِيمَا): يوقف على ألف بعد الميم.
ويستثنى من ذلك: ما آخره تاء تأنيث مربوطة منونة بالنصب مثل " وَشَجَرَةً" .
مد اللين: تعريفه: هو الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما.
مثاله: " خَوْفٍ" ، " " لْبَيْتِ" .
مقدار مده: إذا وقفنا على هذا النوع يكون أقصر من أو يساوي المد العارض للسكون، أما في حالة الوصل فلا يمدّ.
وهناك أنواع أخرى للمدود في الكتب الحديثة ليس لها أصل في أمهات الكتب لذلك لم نلتفت إليها.
مد الصلة (هاء الكناية أو هاء الضمير): تعريفها: هي الهاء العائدة على المفرد المذكر الغائب.
مثالها: " بِهِ" ، " مِنْهُ" ، " عَلَيْهِ" ، " فِيهِ" ، " إِلَيْهِ" ... الخ.
فإذا وقعت هاء الكناية بين متحركين، فإنها توصل بواو إن كانت مضمومة مثل: " إِنَّهُو هُوَ" ، وتوصل بياء إن كانت مكسورة مثل: "به كثيراً"، وذلك في حالة الوصل فقط ويسمى بِـ
الصِّلة الصّغرى) أما عند الوقف فيوقف عليها بهاءٍ ساكنة.
مقدار مده: يُمد بمقدار حركتين، ويستثنى من ذلك قوله تعالى: " يَرْضَهُ لَكُمْ" في سورة الزمر، فلا تمد الهاء .
مد الصلة الكبرى: تعامل هاء الضمير معاملة المد المنفصل إذا وقعت بين متحركين وكان المتحرك الثاني همزة، مثل: " وَأَمْرُهُ إِلَى للهِ" .
ملاحظة: إذا وقعت هاء الضمير بين ساكنين فلا تمد مثل: " إِلَيْهِ لْمَصِيرُ" ، وإذا وقعت بين ساكن ومتحرك فلا تمد أيضاً، ويستثنى من ذلك قوله تعالى في سورة الفرقان: "وَيَخْلُدْ فِيهِ> مُهَاناً" فإن هاء " فِيهِ>" تمد بمقدار حركتين
قاعدة أقوى المدود :
أَقْوَى الْمُدُودِ لاَزِمٌ فَمَا اتَّصَلْ ... فَعَارِضٌ فَذُو انْفِصَالٍ فَبَدَلْ
وَسَبَبَا مَدٍّ إِذَا مَا وُجِدَا ... فَإنَّ أَقْوَى السَّبَبَيْن انْفَرَدَا
إذا اجتمع مدان يُغَلَّب المد الأقوى حسب البيتين السابقَين.
- فمثلاً إذا وقفنا على كلمة " السَّمَآءُ" ونحن نَمد المد العارض للسكون حركتين فقط فإننا نمدها أربع حركات على أنها مد متصل، فنكون قد غلَّبنا المتصل على العارض للسكون.
- " يُرَآءُونَ" : اجتمع فيها مدان: متصل وبدل ، فيقدم المتصل على البدل هنا ؛ لأنه أقوى منه .
- " ءَآمِّينَ" : اجتمع هنا مدان: بدل ومد لازم كلمي مثقل، فيقدم المد اللازم على البدل لأنه أقوى منه.
- " جَآءُو أَبَاهُمْ" : اجتمع هنا مدان: بدل ومنفصل، فيقدم المنفصل عندما تمده أربع حركات لأنه أقوى من البدل
- " أُوفِ" : من الآية: " أُوفِ بِعَهْدِكُمْ" اجتمع فيه وقفاً مد بدل وعارضٌ للسكون، فيقدم العارض لأنه الأقوى .
المد الذي له سببان:
مثال : " لسَّمَآءُ"هذا مد متصل نمدّه بمقدار أربع حركات. فإذا كنا نقف على المد العارض للسكون بمقدار أربع حركات، فنقف على كلمة " " لسَّمَآءُ" بمقدار أربع حركات، ويسمى مدًّا له سببان وهما:
1) المتصل. 2) العارض للسكون ، لأن الحركات الأربع موجودة في المتصل وموجودة في العارِضِ للسكون.
باب معرفة الوقف والابتداء
قال الناظم رحمه الله:
وَبَعْدَ تَجْوِيدِكَ لِلْحُرُوفِ ... لاَبُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ الْوُقُوفِ
وَالاِبْتِدَاءِ ، وَهْيَ تُقْسَمُ إِذَنْ ... ثَلاَثَةً : تَامٌ ، وَكَافٍ، وَحَسَنْ
وَهْيَ لِمَا تَمَّ: فَإِنْ لَمْ يُوجَدِ ... تَعَلُّقٌ - أَوْ كَانَ مَعْنىً - فَابْتَدِي
فَالتَّامُ ، فَالْكَافِي ، وَلَفْظاً : فَامْنَعَنْ ... إِلاَّ رُؤُوسَ الآيِ جَوِّزْ، فَالْحَسَنْ
وَغَيْرُ مَا تَمَّ : قَبِيحٌ ، وَلَهُ ... الْوَقْفُ مُضْطَراًّ ، وَ يَبْدَا قَبْلَهُ
وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ وَقْفٍ يَجِبْ ... وَلاَ حَرَامٌ غَيْرُ مَا لَهُ سَبَبْ
أهمية علم الوقف والابتداء:
الوقف والابتداء ليس باباً يذكر ضمن أبواب الجزرية، ولكنه علم قائم بذاته، أُلِّفَت فيه مؤلفات مثل: "منار الهدى في الوقف والابتدا" للعلامة الأشمونيّ رحمه الله ، وغيرِه.
يجب على القارئ أن يقف على مكان يعطي معنىً مفيداً، وهذا ما يسمى بـ:علم الوقف.
وإذا وقف وجب عليه أن يبتدئ من مكان يحسن الابتداء به، وهذا ما يسمى بـ:علم الابتداء .
تعريف الوقف: لغة: الكف أو الحبس.
اصطلاحا: قطع الصوت على حرف قرآنيٍّ بنية استئناف القراءة مرة أخرى بزمن عادة يُتنفَّس فيه.
ويجوز الوقف في أواخر الآيات وفي أوساطها .
الفرق بين الوقف والقطع والسكت:
الوقف: هو أن يقف على مكان يعطي معنىً مفيداً.
أما القطع: فهو قطع الصوت على حرفٍ قرآني بنية التوقف عن القراءة ، ويشترط الوقف فيه على أواخر الآيات .
وأما السكت: فهو قطع الصوت على حرفٍ قرآني بنية استئناف القراءة مرة أخرى بزمن عادة لا يُتنفس فيه.
والسكت يأخذ حكم الوقف، فمثلاً إذا سكتنا على حرف مقلقل مثل: "قَدْ أَفْلَحَ" ، نسكت بالقلقة ، وذلك من روايات أخرى كحفص من طريق الطيبة وخلف عن حمزة .
سكتات الإمام حفص رحمه الله: هناك أربع سكتات لحفصٍ في القرآن الكريم وهي:
(1) قوله تعالى: " كَلاَّ بَلْ س رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم" [المطففين 14].
(2) قوله تعالى: " وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ" [القيامة 27].
(3) قوله تعالى: " وَلَمْ يَجْعَل لَّهُو عِوَجاَ س قَيِّماً" [الكهف 2،1].
(4) قوله تعالى: " قَالُوا يَوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا" [يس 52].
واختُلف في قوله تعالى: " مَآ أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ هَلَكَ" [الحاقة 28] ، فقال بعضهم بالسكت، وقال بعضهم بالإدراج.
فمن قال بالسكت وجب عليه إظهار الهاء، ومن قال بالإدراج - وهو عدم السكت- أدغم الهاءين في بعضهما.
أقسام الوقف: والوقف ينقسم إلى ثلاثة أقسام هي:
أ- الوقف الاضطراري: وهو ما وقفتَ عليه لضرورةٍ، كقطع نفس أو عطاس أو نِسْيان أو غيره.
ب- الوقف الاختباري: ويكون إذا ما طلب منك شيخك الوقفَ على كلمة معينة لاختبار أو غيره.
ج- الوقف الانتظاري: وهو الوقف على موضع ما في مقطع القراءة لحين الرجوع إليه مرة أخرى ، وهذا يستخدم في جمع القراءات ولا يشترط له المعنى ، إلا المعاني الضَّروريَّة.
د- الوقف الاختياري: وهو ما وقفت عليه باختيارك، وهذا النوع من الوقف ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1- التام. 2- الكافي. 3- الحسن.
1- الوقف التام: وهو ما تم في نفسه، وليس له تعلق بما بعده، لا لفظاً (إعراباً) ولا معنىً.
مثال: الوقف على أواخر السور القرآنية، وكالوقف على نهايات القصص القرآنية، وكالوقف على نهاية الكلام عن المؤمنين، وبعده يبدأ في الكلام على الكافرين .
ما يلزم الوقف: وإذا وقفنا على الوقف التام نبتدئ بما بعده مباشرة.
2- الوقف الكافي: وهو ما تم في نفسه وتعلق بما بعده في المعنى.
مثال: " وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ وَبِالَّيْلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ". فالوقف على كلمة " مُّصْبِحِينَ" ، وقف كافٍ ، وعلى كلمة " وَبِالَّيْلِ" وقف تام.
ما يلزم الوقف: إذا وقفنا على الوقف الكافي نبتدئ بما بعده مباشرة.
3- الوقف الحسن: وهو ما تعلق بما بعده لفظاً ومعنى.
مثالٌ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ" ، فالوقف على كلمة " لِلَّهِ " وقف حسن.
ما يلزم الوقف: لا تبتدئْ بما بعده مباشرة وابدأ قبله، إلا إذا كان الوقف الحسن رأس آية ففي هذه الحالة قف على رأس الآية لأن الوقف على رأس الآية سُنَّة، ثم ابتدئ بما بعدها.
مثال آخر:"الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ" : فالوقف على كلمة " الْعَلَمِينَ"
حسن، ونبتدئ بكلمة " الرَّحْمَنِ" ، والوقف على كلمة " الرَّحِيمِ" حسن، ونبتدئ بكلمة " ملك" ، لأنها رؤوس آي.
الوقف القبيح: تعريفه: هو الوقف على ما تعلق بما بعده لفظا ومعنىً، وإذا وقفت عليه أعطى معنىً قبيحاً.
مثالٌ: " لآ إِلَهَ إِلآ أَنتَ"، فالوقف على كلمة " إِلَهَ " وقف قبيح.- " لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلَوةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى"، فالوقف على " الصَّلَوةَ" وقف قبيح.
والخلاصة : أنه ليس هناك وقف واجب في القرآن، ولا وقف حرام إلا أن يتعمد القارئ الوقف على مكان يعطي معنىً قبيحاً، فهذا حرامٌ، وإذا وقف مضطراً في أيّ مكان ابتدأ بما قبله.
وأما الابتداء: فلا يكون إلا اختيارياً لأنه ليس كالوقف تدعو إليه ضرورة فلا يجوز إلا بمستقل في المعنى ، موف بالمقصود . والابتداء في أقسامه كأقسام الوقف الأربعة ، ويتفاوت تماماً وكفاية وحسناً وقبحاً بحسب التمام وعدمه وفساد المعنى .
وقد يكون الوقف حسناً والابتداء به قبيحاً نحو : " يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ"، فالوقف على: " وَإِيَّاكُمْ"
حسن ؛ لتمام الكلام ، والابتداء بها قبيح ؛ لفساد المعنى، إذ يصير تحذيراً من الإيمان بالله تعالى.
وقد يكون الوقف قبيحاً والابتداء جيداً نحو: " مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا"، فإن الوقف على " هَذَا"
قبيح لفصله بين المبتدأ وخبره ولأنه يوهم أن الإشارة إلى " مرقدنا" .
بابُ المقطوعِ والموصولِ
قال الناظم رحمه الله:
وَاعْرِفْ لِمَقْطُوعٍ وَ مَوْصُولٍ وَتَا ... فِي الْمُصْحَفِ الإِمَامِ فِيمَا قَدْ أَتَى
فَاقْطَعْ بِعَشْرِ كَلِمَاتٍ : أَنْ لاَ ... مَعْ : مَلْجَأَ وَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ
وَتَعْبُدُواْ يَاسِينَ ، ثَانِي هُودَ ، لاَ ... يُشْرِكْنَ،تُشْرِكْ،يَدْخُلَنْ، تَعْلُواْ عَلَى
أَن لاَّ يَقُولُواْ ، لاَ أَقُولَ. إن مَّا : ... بِالرَّعْدِ . وَالْمَفْتُوحَ صِلْ. وَعَن مَّا
نُهُواْ اقْطَعُوا. ................... ... ..............................
أهمية معرفة المقطوع والموصول:
اعلم أن المقطوع والموصول ليس باباً فقط من أبواب الجزرية، ولكنه علم قائم بذاته، أُلفت فيه مؤلفات، مثل: "المقنع في رسم المصاحف" للإمام الداني ، ونظمه الشاطبي في منظومة: "عقيلة أتراب القصائد في أسنى المقاصد" في علم رسم المصاحف .
فائدة معرفة علم المقطوع والموصول: لدراسة هذا العلم فوائد متعددة ، منها:
1- معرفة كيفية الوقف على بعض الكلمات القرآنية، ولذلك أتى هذا الباب في المنظومة بعد باب الوقف والابتداء.
2- كتابة المصحف الشريف.
فهناك بعض الكلمات القرآنية مثل " أَن لاَّ" تُكتب أحياناً هكذا وتسمى مقطوعة، وتُكتب أحياناً أخرى " أَلاَّ" وتسمى موصولة؛ ففي الحالة الأولى إذا أردنا أن نقفَ، نقفُ على الكلمة الأولى وهي " أَن" ، وفي الحالة الثانية نقف على الشطر الثاني " أَلاَّ" .
وقد ابتدأ الناظم رحمه الله بقوله:
وَاعْرِفْ لَمَقْطُوعٍ وَ مَوْصُولٍ وَتَا ... فِي الْمُصْحَفِ الإِمَامِ فِيمَا قَدْ أَتَى
أي اعرف المقطوع والموصول وتاء التأنيث ثم قال (فِي الْمُصْحَفِ الإِمَامِ فِيمَا قَدْ أَتَى)، في المصحف الإمام: أي في المصحف الأم الذي كُتبت منه بقية المصاحف.
ويقال إنه عندما أمر عثمان بن عفان - رضي الله عنه - زيدَ بنَ ثابتٍ - رضي الله عنه - أن يكتب المصحف الشريف، ثم نقل منه المصاحف التي أرسلت إلى الأمصار وأبقى عثمان مصحفاً لنفسه، يقال إن هذا المصحف سُمّي: مصحفَ الإمام، أي الإمام عثمان بن عفان - رضي الله عنه - .
ثم نبه الناظم على قطع كلمة " أَنْ" عن " لاَ" ، أي ارسمها مفصولة عن بعضها في عشرة مواضع هي:
1- " وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلاَّ إِلَيْهِ" [التوبة 118].
2- " وَأَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ" [هود 14].
3- " أَن لاَّ تَعْبُدُواْ الشَّيْطَنَ" [يس 60].
4- " أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللهَ" [هود 26].
5- " أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً" [الممتحنة 12].
6- " أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً" [الحج 26].
7- " أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ" [القلم 24].
8- " وَأَن لاَّ تَعْلُوا عَلَى اللهِ" [الدخان 19].
وقد احترز الناظم بقوله (تَعْلُوا عَلَى) في سورة الدخان حتى يُخرج موضع النمل "أَلاَّ تَعْلُواْ عَلَيَّ"[31]، فهو موصول
9- " أَن لاَّ يَقُولُواْْ عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ" [الأعراف 169].
10- " أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ" [الأعراف 105]. واختُلِف في موضعِ الأنبياء، وما عدا ذلك فهو موصول.
قطع كلمة " إِنْ" عن " مَا"
ثم قال الناظم: (إِن مَّا بِالرَّعْدِ)، فتكلم على حرف قرآني جديد ولم يذكر فيه أمراً جديداً بالقطع أو الوصل، فيكون معنى ذلك أن الكلام عائد على الأمر السابق بالقطع، وهو: (فَاقْطَعْ بِعَشْرِ كَلِمَاتٍ...)، فيكون موضع الرعد [40] بقطع كلمة " إِنْ" عن " مَا" في قوله تعالى: " وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ" . وما عداه فهو موصول.
وصل كلمة (أَمْ) المفتوحة مع (مَا)
ثم نبه الناظم على وصل كلمة " أَمَّا"، والمراد بها المركّبة من (أمْ) و(ما) الاسمية
بقوله: (وَالْمَفْتُوحَ صِلْ)، أي ومفتوح الهمزة، مثل قوله: " أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ"[الأنعام 143] فهو موصول
قطع كلمة " عَن" عن " مَّا"
وبعد ذلك نبه الناظم على قطع كلمة " عَن" عن " مَّا" بقوله: (وَعَن مَّا نُهُوا اقْطَعُوا)، أي اقطعها
في قوله تعالى: " فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ" [الأعراف166].
ثم قال الناظم رحمه الله:
..... اقْطَعُوا. مِن مَّا: بِرُومٍ وَالنِّسَا ... خُلْفُ الْمُنَافِقِينَ. أَم مَّنْ: أَسَّسَ
فُصِّلَتِ ، النِّسَا ، وَذِبْحٍ . حَيْثُ مَا ... وَأَن لَّمِ الْمَفْتُوحَ.كَسْرُ إِنَّ مَا:
الاَنْعَامَ . والْمَفْتُوحَ: يَدْعُونَ مَعَا ... وَخُلْفُ الاَنْفَالِ وَنَحْلٍ وَقَعَا
وَ:كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ، وَاخْتُلِفْ ... رُدُّواْ.كَذَا قُلْ بِئْسَمَا، وَالْوَصْلَ صِفْ
خَلَفْتُمُونِي وَاشْتَرَوْاْ. .......... ... ...............................
قطع كلمة " مِن" عن " مَّا"
نبه الناظم على قطع كلمة " مِن" عن " مَّا" التي في الموضعين التاليين:
1- " مِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَنُكُم" [الروم 28]. 2- " فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَنُكُم" [النساء 25].
واختلف بين القطع والوصل في قوله تعالى: " وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَكُم" بسورة المنافقون [10]، بمعنى أنها رُسمت في بعض المصاحف مقطوعة وفي بعضها موصولة.
ملاحظات:
لقد وردت كلمة " مِن مَّا" في سورة النساء في أربعة عشر موضعاً كلها موصولة إلا موضعاً واحداً،
وَهُوَ قوله تعالى: " فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَنُكُم" ، وجاءت في سورة الروم في موضعين هما: " وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا" [9]، و" هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَنُكُم" [28]، والمقطوع فيهما هو الثاني.
ولما كانت كلمة " مَلَكَتْ" مشتركة بين السورتين فقد عدَّل بعض الفضلاء هذا الشطر من الجزرية ليصبح:
(نُهُواْ اقْطَعُوا. مِن مَّا مَلَكْ: رُومُ النِّسَا).
قطع كلمة " أَم" عن " مَّنْ"
نبه الناظه على القطع بين كلمة " أَمْ" وكلمة " مَّنْ" مأخوذاً به في المواضع التالية:
1- " أَم مَّنْ أَسَّسَ" [التوبة 109].
2- " أَم مَّن يَأْتِي ءَامِناً يَوْمَ الْقِيَمَةِ" [فصلت 40].
3- " أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً" [النساء 109].
4- " أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَآ" سورة الذِّبْح، أي [الصافات 11]. وما عدا ذلك فهو موصول.
قطع كلمة " حَيْثُ" عن " مَا"
ونبه الناظه على القطع في قوله تعالى: " حَيْثُ مَا" ، أي اقطع " حَيْثُ" عن " مَا" حيث وقعت في القرآن الكريم لأنه لم يُحدد موضعها، وقد وقعت في موضعين من سورة البقرة [الآيتان 144، 150]، وهما قوله تعالى: " وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُم شَطْرَهُو" .
قطع كلمة " أَنْ" المفتوحة عن " لَّمْ"
وأيضاً اقطع " أَن" المفتوحة الهمزة عن " لَّمْ" في قوله تعالى: " أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُو أَحَدْ" [البلد 7].
قطع كلمة " إِنَّ" المكسورة عن " مَا"
وكذلك أمر بقطع " إِنَّ" المكسورة عن " مَا" التي في سورة الأنعام [الآية 134] " إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ" ،
وقد جاءت " إِنَّمَا" في سورة الأنعام في ستة مواضع كلها موصولة إلا موضعاً واحداً هو " إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ" ، فكان على الناظم أن يقيدها به ليخرج ماعداه.
قطع كلمة " أَنَّ" المفتوحة عن " مَا"
ثم قال الناظم: (وَالْمَفْتُوحَ يَدْعُونَ مَعَا) أي اقطع كلمة " أَنَّ" مفتوحةَ الهمزة عن " مَا" معاً، أي في موضعين هما:
1- " وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ البَطِلُ" [لقمان 30]. 2- " وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ> هُوَ الْبَطل" [الحج 62].
وقد اختُلف في موضعين هما:
1- موضع الأنفال في قوله: " وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم"[41] بفتح الهمزة من " َنَّمَا" والأشهر الوصل، وعليه العمل.
2- وموضع النحل في قوله تعالى: " إِنَّمَا عِندَ اللهِ" [95] بكسر الهمزة منها، فذكر الناظم لهما مُلبِس، علماً بأن كلمة " أَنَّمَا" جاءت في الأنفال في موضعين، [الآيتان 28- 41]
وكلمة " إِنَّمَا" جاءت في النحل في عشرة مواضع وتقدم بيان الموضعين المرادين.
وقول الناظم (وَنَحْلٍ) راجع إلى " إِنَّمَا" بكسر الهمزة، لأنه ذكر خلاف النوعين معاً، كما أنه ذكر قطعَهما معاً.
قطع كلمة " كُلّ" عن " مَا"
وقد نبه الناظم على قطع " كُلّ" عن " مَا" في قوله تعالى: " وَءَاتَبكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ" [إبراهيم 34].
واختلف بين القطع والوصل في أربعة مواضع:
قوله تعالى: " كُلَّ مَا رُدُّواْ إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُواْ فِيهَا" [النساء 91].
قوله تعالى: " كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا" [الأعراف 38].
قوله تعالى: " كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ" [المؤمنون 44].
قوله تعالى: " كُلَّمَآ أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ" [الملك 8].
فذكر الناظم المقطوع، وذكر المختَلف فيه، وما عداهما فهو موصول.
وصل كلمة (بِئْسَ) مع (مَا)
وأيضاً اختلف في قوله تعالى: " قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ> إِيمَنُكُمْ" [البقرة 93].
ونبه الناظم على الوصل في موضعين:
1- " بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنم بَعْدِي" [الأعراف 150]. 2- " بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ" [البقرة 90].
وقد ذكر الناظم المختَلف فيه، وذكر الموصول، فيكون ما عداهما مقطوعاً.
ثم قال الناظم رحمه الله:
................... فِي مَا اقْطَعَا: ... أُوحِي، أَفَضْتُمُ، اشْتَهَتْ ، يَبْلُو مَعَا
ثَانِي فَعَلْنَ ، وَقَعَتْ ، رُومٌ كِلاَ ... تَنزِيلُ، شُعَرَا ، وَغَيْرَهَا صِلاَ
فَأَيْنَمَا كَالنَّحْلِ : صِلْ ، وَمُخْتَلِفْ ... فِي الشُّعَرَا الأَحْزَابِ وَالنِّسَا وُصِفْ
قطع كلمة " فِي" عن " مَا"
نبه الناظم على قطع كلمة " فِي" عن " مَا" في المواضع العشرة التالية:
1- " قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَآ أُوحِيَ إِلَيَّ" [الأنعام 145].
2- " لَمَسَّكُمْ فِي مَآ أَفَضْتُمْ فِيهِ" [النور 14].
3- " وَهُمْ فِي مَا " شْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَلدون" [الأنبياء 102].
4- " لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ ءَاتَبكُمْ فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَ تِ" [المائدة 48]، وموضع: " لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ ءَاتَبكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ" [الأنعام 165]، ولذلك قال: (مَعَا) أي موضعي المائدة والأنعام.
5- " فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ" [البقرة 240]، وهذا هو الموضع الثانِي حتى يخرج الموضع الأول وهو " فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ" [البقرة 234].
6- " وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ" [الواقعة 61] التي قال عنها (وَقَعَتْ).
7- " هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَنُكُم مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقْنَكُمْ" [الروم 28].
8- " إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ" بسورة تنْزيل أي [الزمر 3].
9- " أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ" [الزمر 46].
10- " أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَا هُنَآ ءَامِنِينَ" [الشعراء 146]، وعدا هذه المواضع المذكورة صلها، أي صل كلمة
" فِي" بِـ: " مَا" ، لتصير: " فِيمَا" .
وصل كلمة (أَيْنَ) مع (مَا)
ثم نبه الناظم على وصل (أَيْنَ) مع (مَا) في الموضعين التاليين:
1- المقيدة بالفاء وهي: " فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ" [البقرة 115] ، 2- " أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ" [النحل 76].
واختلف في المواضع التالية:
1- " وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَمَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ" [الشعراء 92].
2- " مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا" [الأحزاب 61].
3- " أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوتُ" [النساء 78]، ومعنى (اختلف فيه) أي رسم في بعض المصاحف مقطوعاً ورسم في البعض الآخر موصولاً.
وقد ذكر الناظم هنا الموصول والمختلف فيه، والذي لم يذكره هو المقطوع.
ثم قال الناظم رحمه الله تعالى:
وَصِلْ: فَإِلَّمْ هُودَ . أَلَّن نَّجْعَلَ ... نَجْمَعَ.كَيْلاَ تَحْزَنُواْ، تَأْسَوْا عَلَى
حَجٌّ، عَلَيْكَ حَرَجٌ . وَقَطْعُهُمْ ... عَن مَّن يَشَآءُ ، مَن تَوَلَّى . يَوْمَ هُمْ
وَ: مَالِ هَذَا ، وَالَّذِينَ ، هَؤُلآ ... تَحِينَ: فِي الإِمَامِ صِلْ، وَوُهِّلاَ
وَوَزَنُوهُمُو ، وَكَالُوهُمْ صِلِ ... كَذَا مِنَ:الْ ، وَيَـ ، وَهَـ ، لاَ تَفْصِلِ
وصل كلمة (إِنْ) مع (لَمْ)
نبه الناظم على وصل كلمة (إِنْ) مع (لَمْ)
في قوله تعالى: " فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ" [هود 14] فقط، وما عداه فهو مقطوع.
وصْل كلمة (أَنْ) مع (لَنْ)
نبه أيضاً على وصل كلمة (أَنْ) مع (لَنْ) في موضعين هما:
1- " أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِداً" [الكهف 48]. 2- " أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُو" [القيامة 3]. وما عداهما فهو مقطوع.
وصل كلمة (كَيْ) مع (لاَ)
وكذلك نبه على وصل كلمة (كَيْ) مع (لاَ) في المواضع الآتية:
1- " لِكَيْلاَ تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ" [آل عمران 153]. 2- " لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ" [الحديد 23].
3- " لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْاً" [الحج 5]. 4- " لِكَيْلاَ يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ" [الأحزاب 50].
وما عداها فهو مقطوع.
قطع كلمة " عَن" عن " مَّن"
ثم نبه الناظم على قطع كلمة " عَن" عن " مَّن" في الموضعين التاليين:
1- " وَيَصْرِفُهُو عَن مَّن يَشَآءُ" [النور 43]. 2- " فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا" [النجم 29].
قطع كلمة " يَوْمَ" عن " هُمْ"
وأيضاً اقطع كلمة " يَوْمَ" عن " هُمْ" ، وقد جاءت " يَوْمَ هُم" مقطوعة في موضعين:
1- " يَوْمَ هُم بَارِزُونَ" [غافر 16]. 2- " يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ" [الذاريات 13].
فكان على الناظم أن يقيدها بهما ليخرج ما عداهما من الموصول وهي خمسة مواضع.
والخلاصة من ذلك أنها إذا جاءت مرفوعة على الابتداء فيناسبها أن تكون مقطوعة وإذا جاءت في موضع جارٍّ ومجرور فيناسبها أن تكون موصولة.
قطع اللام عن مجرورها
ثم نبه الناظم على قطع اللام عن مجرورها في المواضع التالية:
1- " مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً" [الكهف 49]. 2- " مَالِ هَذَا الرَّسُولِ" [الفرقان 7].
3- " فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ" [المعارج 36]. 4- " فَمَالِ هَؤُلآءِ الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً" [النساء 78]
وقد قال الإمام ابن الجزريِّ في كتابه: "النشر" بجواز الوقف على " مَا" وعلى اللام.
قطع كلمة " لاَتَ" عن " حِينَ"
ثم قال الناظم: (تَحِينَ: فِي الإِمَامِ صِلْ، وَوُهِّلاَ) ، فذَكر وصْل التاء من كلمة " لاَتَ" مع كلمة " حِينَ"
في قوله تعالى: " وَلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ" [3]، في المصحف الإمام، وذكر أن هذا القول قد (وُهِّل) أي ضُعِّف، والتحقيق في ذلك أن كلمة " لاَتَ" مقطوعة عن " حِينَ" .
وصل كلمة (وَزَنُو) مع (هُمْ) وكلمة (كَالُو) مع (هُمْ)
ثم نبه الناظم على وصل كلمة (وزنو) مع (هم)، وكلمة (كالو) مع كلمة (هم)
في قوله تعالى: " وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ" بالمطففين [3]، لأن كلاًّ منهما رُسمت من غير ألف في المصحف الشريف ولذلك ناسبها الوصل، وبذلك أمر الناظم فقال: (وَوَزَنُوهُمُو ، وَكَالُوهُمْ صِلِ ).
وصل " " لْـ" ، و" يَـ " ، و" هَـ "
ثم قال الناظم رحمه الله: (كَذَا مِنَ: الْ ، وَيَـ ، وَهَـ ، لاَ تَفْصِلِ)، فنبَّه الناظم رحمه الله تعالى على الآتي:
1- عدم فصل (لام التعريف) عن المعرف، مثل " الْحَآقَّةُ" فلا تقف على (الـ) ثم تقرأ (حآقة) بل تُعامَلُ كلُّها معاملةَ الكلمة الواحدة " الْحَآقَّةُ" لأنها رسمت في المصحف موصولة.
2- عدم فصل (يَا) النداء عن المنادى، مثل " يَأَيُّهَا" لأنها أيضاً رسمت في المصحف موصولة.
3- عدم فصل (ها) التنبيه عن المنبه، مثل " هذا - هؤلاء" أيضاً لأنها رسمت في المصحف موصولة.